أنعم جلالة الملك عبدالله الثاني بوسام الاستقلال من الدرجة الأولى

المايسترو هيثم سكرية التكريم الملكي تتويج لمسيرتي الفنية


  أنعم جلالة الملك عبدالله الثاني بوسام الاستقلال من الدرجة الأولى على المايسترو هيثم سكرية، تقديرًا لدوره الثقافي وتقديمه عروضا موسيقية سيمفونية في المحافل الثقافية المحلية والإقليمية والدولية.

وعن هذا التكريم الذي جاء في سياق الاحتفالات بالذكرى ٧٧ للاستقلال، يقول سكرية: «هذا الوسام تتويج لمسيرتي الفنية، فبالرغم من حصولي على 16 جائزة محلية وإقليمية وعالمية ونَيلي حوالي 40 تكريما، إلا أن هذا الوسام هو أسمى أنواع التكريم، فهو تكريم من رأس الدولة جلالة الملك المعظم، وهذا يدل على إيمان جلالته بأهمية الفنون كمرآة لثقافة ورقي المجتمع».


وأوضح سكرية أنه قام بتأليف حوالي عملًا سيمفونيًا تم صياغتها للأوركسترا الكبير الكلاسيكي الفلهارموني، مع دمج الآلات الشعبية الأردنية، وكانت أعماله في قوالب عالمية من حيث الكتابة الأوركسترالية، وبمضامين عربية من خلال توظيف ملامح الموسيقى العربية الأصيلة من مقامات وضروب، وبنكهة وهوية أردنية من خلال استخدام الموروث الشعبي الأردني وإعادة توزيعه للأوركسترا الكلاسيكي ودمجه على شكل حوارات موسيقية مع آلات الأوركسترا الغربية.

وأشار إلى أن هذا النوع من الموسيقى يستهوي الجمهور النخبوي الذي يتذوّق الموسيقى السيمفونية، وأن الجمهور كان معجبا بهذا النمط، لأنه مغاير للأنماط السائدة التي تعتمد على الإيقاعات الطرقية والموسيقى الترفيهية.


وأوضح سكرية أنه ساهم من خلال تقديمه عروضا موسيقية في الخارج بتمثيل بلده والتعريف بنوع مهم من ثقافته، وذلك لإيمانه بأن الثقافة الأردنية متنوعة ولا تنحصر بالأغاني.


وتوقف سكرية عند سيمفونية المملكة الأردنية الهاشمية، قائلا إنها سيمفونية مكوّنة من خمس حركات ترتبط بالدراما، وكل حركة تصوّر مرحلة من مراحل تاريخ الأردن منذ الثورة العربية الكبرى إلى يومنا الحالي، ومن خلال محطّات مهمة تعيش في وجدان الأردنيين.

وبين أن الحركة الأولى بعنوان (الثورة العربية الكبرى)، وهي تصور الثورة وتعرف بالملوك الهاشميين. وجاءت الحركة الثانية بعنوان (ميلاد ملك هاشمي)، وهي تصور حياة الملك عبدالله الثاني منذ ولادته مرورًا بمراحل دراسته وانتسابه إلى الجيش العربي وصولا إلى توليه قيادة المملكة.

ومن خلال الحركة الثالثة (العرس الأردني) يصور سكرية النسيج الأردني بشتى أصوله ومنابته ومناطقه الجغرافية: البادية، الريف، الشمال، الجنوب، الأصول الشامية، الأصول الفلسطينية، الأصول الشركسية والأرمنية. ومن خلال عازفي الآلات الشعبية بالزي الذي يمثل مناطقهم الجغرافية.

أما الحركة الرابعة (مرثاة الحسين) فتم من خلالها تصوير جنازة العصر للمغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه. أما الحركة الأخيرة -وهي بعنوان (الفجر الجديد)- فكانت تتويجًا للعمل، إذ تصور عهد جلالة الملك عبدالله الثاني منذ تسلمه سلطاته الدستورية إلى يومنا الحالي، ومرورًا بأهم المحطات في عهده ودوره في الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تصوير الأردن بعد مرور مئة عام على تأسيسه، والتطور الذي شهده الوطن في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والعمرانية..

وتم تقديم هذا العمل الكبير في الاحتفال الرسمي بمئوية الدولة برعاية ملكية سامية، وبدعم من صندوق الحسين للإبداع والتفوق، وبإدارة جمعية أصدقاء مهرجانات الأردن.

وحول عدم تقديم هذا النوع من الموسيقى كثيرًا في الحفلات الأردنية، يقول سكرية: «هذه مشكلة حقيقية بالفعل، إذ ان الجهات المعنية بالثقافة والفنون تهتم بالموسيقى والأغاني الترفيهية أكثر من اهتمامها بالموسيقى والأعمال الثقافية، وهذا ما نعاني منه، إذ إن مثل هذا النوع من الفنون يلقى اهتمام العديد من الدول، ومنها دول عربية تتباهى به أمام الغرب لكونه يعكس الجانب الراقي للثقافة المحلية».

ويؤكد سكرية أن تكريم المثقفين والفنانين من قبل جلالة الملك، يعد رسالة مهمة لجميع المعنيين بالثقافة والفنون في المملكة.

ويكشف سكرية أنه يعمل على مشروع سيمفوني يعنى بتطوير الموسيقى العربية من خلال تقديم قوالب عربية أصيلة مثل الموشح والسماعي والقصيدة، ولكن بأسلوب سيمفوني يتم من خلاله دمج الأوركسترا الكلاسيكي الكبير مع الآلات الشرقية مثل العود والناي والقانون والإيقاع، بالإضافة إلى عناصر فنية من شأنها إظهار هويتنا العربية بحلّة عالمية.

            




تعليقات

المشاركات الشائعة